إن الناجح هو ذلك الذى يصرخ منذ ميلاده: جئت إلى العالم لأختلف معه.. لا يكف عن رفع يده فى براءة الأطفال ليحطم بها كل ظلم وكل باطل... د / مصطفى محمود

مدونة تحتوى أفكار مختلفة من شخص مختلف

الجمعة، 19 نوفمبر 2010

لماذا تفشل المعارضة فى مصر؟

تم نشر هذه التدوينة على الفيسبوك فى 28-10-2010
 http://www.facebook.com/note.php?note_id=450428009173

طرح الشاعر عبد الرحمن يوسف هذا السؤال فى آخر مقالاته 

لماذا تفشل المعارضة العربية ...؟
http://www.facebook.com/note.php?note_id=10150305657985557&id=1167040373

و حيث أننى لا أعلم ما يكفى عن أحوال المعارضة العربية فسأكتفى بالكلام على المعارضة المصرية

من المهم الاشارة الى اجابة الأستاذ عبد الرحمن و هى تلخيصا : النظام هو المسؤل الأول عن فشل المعارضة فهو لا يجعلها  تعمل فى ظل مؤسسات ضخمة و تسمح لها بتمويل بالملايين و تعيين لمئات الآلاف من الناشطين و حرية العمل و الحصول على المعلومات ...الخ

باختصار الأستاذ عبد الرحمن يعيب على النظام عدم ديمقراطيته و لا أعلم اذا ما توفر كل هذا فلماذا تغييره ؟

و كان ردى على المقال جزء من هذا النوت

فى رأيي أن الأسباب كثيرة جدا و آخرها النظام، مفيش نظام فى العالم حتى لو ديمقراطى بيحب المعارضة

من الأسباب المهمة فى رأيي و بدون ترتيب و هى أخطاء عامة لا توجد كلها فى كل الجماعات  ، كل جماعة لها أخطائها الخاصة :


الناس اللى فى المعارضة مش قادرين يحددوا أهداف حقيقية يشتغلوا عليها

فيه عندهم خلط رهيب بين الواقع و بين أمانيهم والأسوأ إن  فيه حالة من المثالية و الرومانسية فى هذه الأمانى  و فى أفعالهم و كلامهم لا تصلح اطلاقا للعمل السياسى


   أثبتوا قدرة غير عادية فى عدم القدرة على قراءة الخرائط و الأحداث السياسية المحلية و الاقليمية و العالمية و تحليلها و العمل فى ظل هذه  الخرائط و الأحداث و التفاعل معها و ليس بمنعزل عنها

الاصرار على تكرار نفس الأخطاء التى ارتكبوها هم و من سبقوهم من قبل و بشكل أصبح أقرب إلى التهريج منه الى العمل السياسى

الغرور واحتكار الحقيقة و التوهم و الادعاء بأن كل جماعة منهم هى التى تعبر عن جموع الشعب و أحيانا الشعوب المجاورة كمان و الطعن فى صاحب كل رأى مخالف و اتهامه بالخيانة و العمل للأعداء و الى آخر المصطلحات المضحكة التى نقرأها و نسمعها كل يوم و التى تفقدهم مؤيدين كثيرين فقط كانوا مختلفين  فى الرأى فى موضوع أو أكثر و تحولوا بسبب الهجوم عليهم الى معارضين لهذه الجماعات
انهم هم الذين ابتكروا شعار من ليس معنا فهو ضدنا و طبقوه بنجاح منقطع النظير

يتصرف بعض أفراد هذه الجماعات بشكل أكثر دكتاتورية و قمعا من النظام الكورى الشمالى مثلا و ليس النظام المصرى أى شخص لا يتبنى أو يؤمن بكل أفكارهم لا يكفى 90% مثلا فيتم توجيه الاتهامات فورا: دا شخص بيقبض من الحزب الوطنى ، دا عميل للأمن دا جبان دا كذا و كذا كذلك الحيادية مرفوضة و الموضوعية " سلبية" كما وصفها أحدهم ذات يوم طبعا لكم أن تتخيلوا ماذا يحدث مع الذى يؤمن ب 50 % فقط أو أقل من أفكارهم و طبعا النتيجة : خسارة الكثير من المؤيدين اللى هم أساسا أقل كثير من المطلوب و الأسوأ كمان تفتيت ما تبقى من هذه الجماعة الصغيرة جدا إلى عدة جماعات بسبب الانشقاقات

الصراخ و الصوت العالى و الشعارات الفارغة و  التهديدات المضحكة
التعامل مع النظام على أنه غبى و  يتناسوا أنه لا يوجد نظام غبى من الممكن أن يحكم  بلد و بضخامة و ثقل مصر لمدة 30 سنة و يبدو أنه  ما زال قادرا على الاستمرار سنوات طويلة أخرى


المعارضة من أجل المعارضة و خلاص : يعنى هجوم و معارضة على  أى قرار ، أى خبر ، أى حاجة و  غالبا يكون بدون أدنى فهم لطبيعة القرار و لا المشكلة و لا أى حاجة خالص و دا بيفقدهم المصداقية و الموضوعية و بيظهرهم بمظهر المعارض الكاريكاتيرى الذى يصرخ دائما : "خلقنا لنعترض "فيثير من سخرية الناس أكثر بكثير من حماسهم

و طبعا ما ينفعش ننسى وباء النفسنة الذى أصبح متفشيا  بين المصريين
:)





الصورة ظهرت عند البحث عن جملة : "المعارضة من أجل المعارضة" فى جوجل

محمد الخراشي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق