إن الناجح هو ذلك الذى يصرخ منذ ميلاده: جئت إلى العالم لأختلف معه.. لا يكف عن رفع يده فى براءة الأطفال ليحطم بها كل ظلم وكل باطل... د / مصطفى محمود

مدونة تحتوى أفكار مختلفة من شخص مختلف

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

ما المقصود بفشل المعارضة فى مصر ؟

تم نشر هذه التدوينة فى موقع شباب الشرق الأوسط 
http://www.mideastyouth.com/ar/?p=5250


مقدمة
قمت بكتابة هذه التدوينة :
لماذا تفشل المعارضة فى مصر
فقام المدون العراقى فادى الفادى بالرد عليها بتدوينة أخرى بنفس الاسم :
لماذا تفشل المعارضة فى مصر
و بالطبع بدأت كتابة الرد على تدوينة الأستاذ فادى الفادى و لكنى فوجئت بالرد يطول حتى تحول الى تدوينة منفصلة ، و قمت بالرد على كل نقطة فى هذه التدوينة بنفس الترتيب الموجود فى تدوينة الأستاذ فادى

———————-
الأستاذ فادى
أشكرك على هذا التقدير و الاهتمام الكبير لتدوينتى ، مجرد  انشغالك  لكتابة تدوينة كاملة للرد هو تقدير كبير لا أستحقه

و لكنى أشكرك أكثر على تقديرك الكبير للشعب المصرى الذى فعلا يستحقه
يبدو أنه كان من الواجب على توضيح هذه النقطة أكثر فى تدوينتى المذكورة ، لأن نفس التعليق تكرر بأشكال مختلفة
“ما المقصود بفشل المعارضة فى مصر؟”
أنا لم أقصد بالفشل أبدا تسلم السلطة فهذا “ترف” أراه ما زال بعيدا
الفشل الحقيقى فى تقديم البديل
البديل باختصار هو شخص أو مجموعة أشخاص – غالبا على رأس حزب أو جماعة ما – ببرنامج محدد  يتم تقديمه لقيادة البلد و يلقى اقبالا شعبيا مقبولا

و اذا نظرنا للمعارضة المصرية فنجد أنها فشلت تماما فى تقديم البديل
حتى وصلنا الى وضع يتحدث فيه الناس -بما فيهم غير الراضين عن هذا النظام نفسه- بكل صراحة : سنؤيد جمال مبارك للرئاسة فمن غيره يمكن أن ننتخبه؟
كما كان شعار غالبية الناخبين فى انتخابات الرئاسة السابقة:
سنرشح حسنى مبارك للرئاسة فمن غيره يمكن أن ننتخبه؟
أصبح شعار و أسلوب حياة ” غالبية الشعب ” :” ما نعرفه أفضل من ما لا نعرفه” و صدقنى هذا الشعار من القوة و الشعبية حتى أنه كان الشعار الرئيسي الغير رسمي فى انتخابات الرئاسة السابقة
و بالمناسبة المعارضة المصرية لم تستطع حتى تقديم مرشح محترم لهذه الانتخابات و لن تستطيع تقديم أحد آخر أكثر احتراما العام المقبل

انظر لخريطة ترشيحات مجلس الشعب : أكبر حزب معارض ينافس على 40 % فقط من المقاعد و الاخوان على 30% فقط ، الحزب الوطنى ينافس بعدد مرشحين 150 % على نفس المقاعد ، و احزاب مثل الغد  و الجبهة الديمقراطية و جبهة البرادعى عندما لم تجد بين صفوفها من تستطيع أن تنافس به على عدد مقبول من الكراسي -و بعضها لم يجد من يقدمه للتنافس على كرسي واحد فقط- لم تجد أمامها  الا المقاطعة الاجبارية للانتخابات و ليست الاختيارية كما يروجوا فى الاعلام
بالنسبة لكل مظاهر “الفساد فى الحكم ” التى ذكرتها ، لا يوجد خلاف و لكن لهذا وجدت المعارضة و لهذا نريد التغيير و لهذا البديل مطلوب ، فاذا كان النظام غير فاسد و اذا كانت الديمقراطية متحققة و اذا و اذا …. فلماذا سنريد تغيير هذا النظام و لماذا سنريد “التغيير ” و ” البديل ” ؟؟؟
و بالمناسبة توجد نماذج مختلفة الأشكال و الطرق لانتصار المعارضة على نظام حكم فاسد قائم و لن أستعين بأوروبا و أمريكا اللاتينية و الأمثلة فيها بالعشرات
و لكن يكفى التذكير بالثورة الايرانية – ثورة شرائط الكاسيت – أو حتى بثورة يوليو فى مصر نفسها – أنا ضد الثورة و التغيير العنيف بأى شكل و خاصة أنه غالبا ما يأتى بوضع أسوأ

أنا لم أحمل الفشل للأحزاب – الحقيقة أنه فى مصر المعارضة الأشرس و الأهم تأتى من خارج الأحزاب
التاريخ القديم و الحديث مليء بمن حاربوا أعتى الجيوش بالعصى و انتصروا ، فقط عندما امتلكوا الذكاء الكافى و الاصرار و عدم الخوف من تقديم أى تضحيات مهما كانت لتحقيق الانتصار
هناك سبب أساسى لعدم اسقاط السلطة فى مصر و ما يشبهها  – عدم وجود بديل جاهز  و الخوف من البديل الذى سيأتى – أو بمعنى آخر : لفشل المعارضة و لسيطرة نظرية  “ما نعرفه أفضل من ما لا نعرفه” و على فكرة فى أوقات كثيرة فى مصر أثبتت هذه النظرية نجاحا كبيرا – مع كل أسف طبعا
هناك سبب آخر قد لا يعلمه الجميع ، فى الخارج من ينتخب أى شخص يعلم أنه قادر على اسقاطه بنفس السهولة بينما فى دول مثل التى نعيش فيها من الممكن أن تنتخب شخصا فى انتخابات حرة ليلغى الانتخابات نفسها بعد ذلك
اذا كنت تقصد النجاح فى البقاء فالبطبع السلطة ناجحة تماما و اذا كنت تقصد بالنجاح استخدام كل أسباب فشل المعارضة لبقائها فهى أكثر نجاحا و النجاح لا يعنى دائما أنك الأفضل و لكنه قد يعنى أن الآخرين أسوأ بكثير
و إن كان من الواجب أن أكرر أن “هامش الحرية” الذى أصبح يسمح به النظام غير موجود لدى كثير من الجماعات و الأشخاص  “العاملين ” بالمعارضة فى مصر
فكرة تغيير الواقع  حتى يصبح ملائما للمعارضة – أو بمعنى أدق أن تطلب من النظام تحقيق الديمقراطية كاملة  – حتى تستطيع القيام بعمل المعارضة هو تفكير أقل ما يقال عنه أنه غريب جدا و ليس له علاقة بالواقع
من يريد العمل السياسى أو الاقتصادى أو الاجتماعى أو أى عمل من أى نوع يجب أن يقوم بتكييف نفسه على الوضع القائم أولا و العمل من خلاله حتى لو كان الهدف هو تغيير النظام نفسه ، ليس من الممكن و لا من المنطقى أن أطلب تغيير النظام تغييرا جذريا من النظام نفسه حتى أستطيع أن أعمل لتغييره
الأديان نفسها فعلت هذا
هذه أحد قواعد اللعبة و أهمها

محمد الخراشي

هناك تعليقان (2):

  1. ابدي اعجابي للمدونه و فكرتها

    بلا نقاش عن محتواها :)

    اتمني ان تقبل مروري علي مدونتكم

    ردحذف