إن الناجح هو ذلك الذى يصرخ منذ ميلاده: جئت إلى العالم لأختلف معه.. لا يكف عن رفع يده فى براءة الأطفال ليحطم بها كل ظلم وكل باطل... د / مصطفى محمود

مدونة تحتوى أفكار مختلفة من شخص مختلف

الجمعة، 19 نوفمبر 2010

دعاة الحرية.. أعداء الحرية؟؟

 تم نشر هذه التدوينة على الفيسبوك فى 15-11-2010
http://www.facebook.com/note.php?note_id=459600219173

مقدمة

عدد من الأحداث و المواقف الأخيرة دفعنى للكتابة فى هذا الموضوع
الأشخاص المقصودة فى هذا النوت هم "بعض" من يصفوا أنفسهم بأنهم دعاة الحرية و ليس كلهم
جزء كبير من النوت عبارة عن أسئلة مفتوحة - أحتاج فعلا لسماع كل الاجابات- و لذلك فأعتقد أن أهم جزء فى هذا  النوت سيكون فى الردود و المناقشات
السؤال عنوان النوت له سببين مختلفين:
1- أن بعض دعاة الحرية أصبحوا يسيئوا اليها مما جعل لفظ الحرية مرتبطا عند كثير من الناس بالفوضى و قلة الأدب
2- أن بعضهم فعلا يتصرف و كأنه يريد حريته هو فقط و ليس الحرية للجميع ، فيقوم بقمع أى رأى مخالف لرأيه
------------------------------------------------------------------------------------

لما "داعية اسلامى" مثلا قال فى يوم ان الغير محجبات عاهرات - الدنيا هاجت عليه و اتعمل له قضايا و اتشتم بما فيه الكفاية - و أنا أول واحد شتمته و هو يستاهل- يا ترى لو كان قال ان ده رأيه و أنه حر فى رأيه و أنه يطالب أنصار الحرية بمساندته ضد القمع - القضايا و الشتيمة- الذى تعرض له نتيجة ابداء رأيه ، يا ترى كان فيه حد ممكن يسانده؟
لما ظابط مثلا يشتم واحد من "الناشطين" ، و بيعمل "دوشة"  فى كل مكان و الناس بتسانده و تتضامن معه علشان هو تعرض للاهانة و لأن "القانون" لا يسمح بكدا للظايط -المخطيء طبعا - و لأن مفيش حد يقدر يقول ان الظابط حر فى رأيه و أنه شايف أن القانون دا لازم يتعدل و لازم نسانده فى رأيه - مثلا يعنى
-توجد عشرات من الأمثلة و لكننى سأكتفى بهذين المثالين-

طيب لماذا نفس هذا الشخص  - أو شخص آخر لما يعتدى على معتقدات ملايين الأشخاص الذين يعيشون معه فى نفس البلد - بل و منهم من تضامن معه شخصيا فى أى مشكلة هو تعرض لها أو سيتعرض لها-
مع أنه لمن لا يعلم: عند أى شخص متدين فان معتقداته أهم عنده من نفسه

لماذا يكون الاعتداء هنا حرية رأى؟
و لماذا لا يتم تصنيفه على أنه مثلا اعتداء على حرية الاعتقاد؟

أنا عن نفسي - عندى أصدقاء من أديان مختلفة و ملحدين كمان ، سواء فى الواقع أو على الانترنت و كل واحد حر فعلا
المشكلة ان ناس ثانية شايفة انه من حقها سب الأديان و رموزها و المعتقدين فيها - مثلا- ثم يجد من يقول أنها حرية رأى و فكر و يتفرغ البعض للمساندة و الدفاع عن شخص أقل ما يوصف به بأنه اعتدى على المجتمع

و هل الاعتداء - الاعتداء غير المناقشة و النقد- على معتقدات و ثوابت و أفكار   منتشرة فى مجتمع ما يختلف عن الاعتداء على أى شخص فى هذا المجتمع؟

 هل الحرية تبيح الاعتداء على الآخرين؟
هل " الحرية " تسمح بحرية الاعتداء سواء على شخص واحد أو على مجتمع كامل؟؟

هل الحرية ليس لها حدود فعلا؟

أنا مش باحب قوى الكلام الكثير بتاع الخصوصية الثقافية و ان احنا مختلفين و الكلام دا

و  لكن يوجد سؤال يطرح نفسه بقوة  : هل حدود الحرية لكل المجتمعات ممكن تكون واحدة؟

هل أشهر ما قيل عن حدود الحرية: حريتك تقف عند أنفى ، أصبح كافيا؟
أم يجب أن يصبح حريتك تقف عند أنفى و عند رأسى؟

أيضا ،لماذا  أصبح الاعتداء على القانون - بأى شكل  -  عند البعض ،حرية؟

من أشهر ما قيل عن الديمقراطية أنها "ديكتاتورية الأغلبية" بمعنى أن ما تقرره الأغلبية يجب أن تلتزم به الأقلية

فهل اذا فرضت الأغلبية قانونا ما أو حتى عرفا ما - و العرف لمن لا يعلم من المصادر الأساسية فى التشريع-  ثم قام شخص ما بالاعتداء على هذا القانون أو العرف، أليس ذلك رفضا صريحا للديمقراطية؟
الديمقراطية لمن لا يتذكر حقوق و أيضا التزامات

كيف يمكن أن يقوم شخص يدعى أنه يعمل من أجل الديمقراطية بهذا الرفض الصريح لأبسط قواعدها؟
أليس ذلك عداءا للديمقراطية؟
أليس ذلك انعداما للمصداقية؟
و هل الديمقراطية  تسمح بفوضى أن يكون لكل شخص حق قبول أو رفض قانون تم اقراره من الأغلبية؟

هل الديمقراطية فوضى؟
بالتأكيد لا

سقوط آخر لبعض دعاة الحرية و الديمقراطية و هو أكثرهم شهرة و أعتقد أنه لا يوجد شخص يقرأ هذا االنوت  لم يتعرض له

لماذا أصبحوا لا يقبلوا بأى رأى غير آرائهم؟
لماذا أصيحوا يغضبون من كل ما و من يخالفهم؟
بل و لماذا يغضبون من مجرد المناقشة؟
بل لماذا  هناك منهم من يستسهل و لا يتنقاش أساسا الا مع من يوافقونه الرأى و فقط؟
و لماذا يسارع بعضهم فى اجراء دفاعى مشهور و محفوظ بالقاء أى تهمة على الشخص الذى يخالفهم من أول : أنت متخلف و حتى : أنت تعمل لدى المخابرات الأمريكية؟

و لمن يظن أننى أبالغ : نفس التهمتين و باللفظ و عشرات غيرهم  تم القائها على أنا شخصيا و معظم من ألقاها يصنف نفسه على أنه ناشط سياسى و يعمل من أجل الحرية و الديمقراطية

هل هؤلاء يصلحوا أساسا للدعوة للديمقراطية و الحرية؟
هل يريدون حريتهم هم فقط فى الرأى و التعبير أم  يريدون الحرية للجميع؟
هل هؤلاء اصبحوا مغيبين للدرجة أنهم لا يعلموا حجم تأثيرهم السيء على دعوتهم للحرية و الديمقراطية فى نظر الناس الناشطين و الغير ناشطين ؟

هل من يعتدى على الآخرين و معتقداتهم بأى شكل و هل من لا يقبل أى رأى مخالف لرأيه و يقوم بالاعتداء على صاحبه و هل من لا يقبل نتائج الديمقراطية و التزاماتها، هل هؤلاء يمكن تصنيفهم من دعاة الحرية أم من أعداء الحرية؟

محمد الخراشى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق